ما هو علم الأحياء؟

الغابة: مكان مليء بالحياة. طيور وسناجب وفطريات و أشجار. لكن ما الذي يحدث؟ الأشجار تُقْطع، وتُنشر،..وتصبح،.. مبانٍ،. وتتحول الأشجار خلال هذه العملية من كائنات حية، إلى جماد،في شكل مبنى. ما الذي يميز بين الأحياء والجمادات؟ ما هي الحياة؟ وكيف تختلف أشكال الحياة المتنوعة عن بعضها؟ وما هي المتطلبات التي يحتاجها الكائن الحي ليؤدي وظيفتَه في بيئته؟ نبحث عن الإجابات لهذا النوع من الأسئلة في علم الأحياء، وهو الدراسة العلمية للحياة والمخلوقات الحية وتفاعلاتها. لكن ما هي الحياة؟ هناك خصائص أساسية مشتركة بين كل الأحياء، أهمها هي: أن كل شيء حي يتكون من خلايا، لذا تعتبر الخلايا وحدات بناء الأحياء، وأن كل شيء حي يحتاج لطاقة، فنجد أن الكائنات يمكنها تحويل المواد الغذائية إلى طاقة عبر عمليات كيميائية معقدة، يستخدم النبات ضوء الشمس كمصدر للطاقة. وأن كل شيء حي يتكاثر، فنجد أن الحيوانات تتناسل، وأن النباتات تنشر بذورها، وتُتوارث هذه الصفات من جيل إلى جيل. وأن الكائنات الحية تتغير عبر هذا التوارث في عملية تطور دامت لمليارات السنين، حيث ظهرت أنواع جديدة وانقرضت أنواع أخرى، وأن هذه العملية مستمرة وتحدث عبر خطوات بسيطة خلال أجيال كثيرة، بسبب تأقلم الكائنات مع بيئاتها. إنها عملية تسمى التطور. نشأت دراسة أشكال الحياة وتفاعلها مع محيطاتها منذ القدم. درس قدماء البشر سلوك الحيوانات ليتمكنوا من الصيد بشكل أنجح. كلما فهموا أكثر، كلما زادت فرصهم في الحصول على الطعام لهم ولابنائهم، وقاموا أيضا بدراسة النباتات، فتمكنوا من تربية الحيوانات وزراعة النباتات بدلا من الصيد وجمع الثمار. لذا فدراسة الأحياء تتجذر للقدم، ولكن لم يُمكن اعتبار الأحياء علما يُدْرَس بانتظام ومنهجية إلا بعد مرور قرون كثيرة. في القرن الثامن عشر قام العالم كارل لينايوس بدراسات دقيقة على النبات بشكل أساسي. كان لينايوس أحد الذين وضعوا أسس علم الأحياء كعلم حديث، واستمر علم الأحياء بالتطور من وقتها. لدى الأطباء اليوم معرفة متقدمة في كيفية عمل الجسم، و يقومون بمعالجة أمراض كانت تؤدي إلى الوفاة قبل مائة عام، وهذا بمعرفة علم الأحياء. توصل البشر لمعارف عن تطوير المحاصيل لزيادة كفاءة الزراعات. أنقذ هذا ملايين البشر حول العالم من المجاعات. وهذا من خلال علم الأحياء. مجال دراسة الأحياء مهم لحياتنا اليومية بعدة طرق. ينقسم علم الأحياء لعدة فروع، فدراسة الحيوانات تسمى علم الحيوان، ودراسة النباتات تسمى علم النبات، ودراسة تفاعلات الكائنات في الطبيعة تسمى علم البيئة، لكن علوم الأحياء أكثر من ذلك بكثير، فالأحياء علم واسع المدى، وكل ما توصل إليه البشر هو مجرد خدش لسطح هذا العلم، ما زال هناك الكثير لتعلمِه، عن الحياة،والطبيعة، وفي أنفسنا.